Sunday, 19 May 2024 11:15 GMT



أرباح المطارات تستعد للرحيل

(MENAFN- Alghad Newspaper) ترجمة: ينال أبو زينة

عمان- عندما افتتح مطار "هيثرو" في العام 1946 كانت محال التجزئة هي الوحيدة مزودة بمقاعد قماشية قطنية وكشك صغير لبيع الصحف، فيما كانت المحطة الأولى عبارة عن خيمة، بعيدة كل البعد عن القاعات الأربع التي تمثل مراكز التسوق الواسعة الموجودة في مطار لندن اليوم.
ويعتبر الإنفاق على التجزئة لأي راكب هناك الأعلى بين جميع المطارات، وتشمل بضائع هذا العام عصي "هاري بوتر" السحرية والصولجانات المصنعة على شاكلة زهور الزنبق.
وتعد رحلة "هيثرو" من غرفة الإنتظار إلى جنة التجزئة حكاية العديد من المطارات الأخرى، فقبل ثمانينات القرن الماضي، أتت معظم الأرباح من رسوم هبوط الطائرات، رسوم الرحلات، خدمة العملاء.
وارتفعت العوائد "غير الجوية" من المحال، ومواقف الاصطفاف في المطار، وتأجير السيارات وما إلى ذلك إلى قرابة 50 مليار دولار من 152 من إجمالي عوائد اجمالية لجميع أنحاء العالم في العام 2015، ولكن بين الأدلة التي تقول إن الإيرادات غير الجوية تبلغ ذورتها، خاصة في أسواق الطيران الناضجة مثل أميركا الشمالية وأوروبا، تخشى هذه الصناعة نموذج الأعمال الذي تتبعه هذا. فعندما كانت المطارات مملوكة للدولة، وتعمل ليس فقط من أجل الربح وإنما لصالح الناقلات الوطنية، كان الدخل الإضافي أقل أهمية.
وما تزال المطارات في آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط تعمل على هذا المنوال، وعالميا تخسر ثلثا المطارات الأموال، فحصة الصين مثلا تشكل 75 % وفي الهند تصل إلى 90 %.
ولكن، يتطلب الأمر من مطارات أوروبا والأميركتين أن تدفع بطرقها الخاصة لتجنب الخسائر.
قادت بريطانيا الخصخصة في ثمانينات القرن الماضي، وحولت كندا مطاراتها الرئيسية إلى كيانات تابعة للقطاع الخاص في العام 1994، وهي تنظر الآن في بيعها كاملةً أم لا؟
وتعني موازنات الدولة المتعثرة في أميركا أن معظم المطارات المملوكة للقطاع العام تديرها منظمات طويلة الأذرع يجب أن تحقق نقطة تعادل، وهناك موجة خصخصة تجتاح أوروبا أيضاً، حيث أصبحت معظم قدرات المحطات الآن مملوكة للقطاع الخاص.
وما تزال مطارات فرنسا الرئيسية في باريس جزئياً بيد الدولة، لكن الرئيس إيمانويل ماكرون يهدف إلى بيع البقية، فيما تتابع دول أميركا اللاتينية هذه الدول عن كثب.
وربما لا يكون توقيت الدول جيداً؛ فرغم أن أعداد الركاب تزدهر، بحيث نمت في جميع أنحاء العالم بنسبة 6,3 % خلال العام الماضي وفقاً لاتحاد النقل الجوي الدولي، تنخفض العوائد "غير الجوية" لكل راكب عبر أميركا الشمالية وأوروبا، وهو اتجاه يضرب الارتفاع في عائدات الرحلات الجوية والقادم من ارتفاع أعداد الركاب.
وفي الجانب المتعلق بالتجزئة، هناك بعض العوامل المؤقتة التي تدخل حيز العمل، مثل حملة قمع الفساد التي دشنها الرئيس الصيني شي جين بينغ، والتي خفضت بيع البضائع الكمالية للصينيين كثيري الإنفاق.
وخفضت النقاط الأمنية الإضافية التي وضعت عقب سلسلة من الهجمات الإرهابية الوقت المتاح للركاب للقيام بعمليات الشراء، وربما يتغير ذلك في المستقبل.
ومع ذلك، هناك أسباب هيكلية أيضاً وقد لاحظ تايلور بروليه، عبقري تصميم المطارات ورئيس تحرير مجلة "مونوكل" البريطانية، في هذا الخصوص أن ازدواجية منافذ المناطق الحرة والبضائع الفاخرة المماثلة تقريباً في المطارات عبر العالم تركت العديد من الركاب غير متحمسين لنوعية البضائع المعروضة.
وفي بداية العام الحالي، أعلن كل من مطار باريس و"فراكنفورت" و"شيفول" في أمستردام عن انخفاضات في إنفاق الركاب في العام 2016 تتراوح ما بين 4 إلى 8 %.
وهذا، بالنسبة إلى المشروبات الشهيرة وغيرها من البضائع الأخرى، لا يمكن أن يدفع لجميع المحطات والمدارج التي تحتاجها أميركا وأوروبا.

"الإيكونوميست"

MENAFN2308201700720000ID1095761443


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.