Friday, 20 September 2024 06:49 GMT



وزير الخارجية يعلن من مصر: زيارة السيسي للبحرين يوما واحدا رسالة الى من ينوي بنا الشر

(MENAFN- Akhbar Al Khaleej)


اكد وزير الخارجية الشيخ خالد بن احمد بن محمد ال خليفة ان زيارة جلالة الملك المفدى لمصر ستكون لبنة مهمة جدا في صرح العلاقات الاخوية الممتدة بين الشقيقتين مصر والبحرين، موكدا انه لا حدود لطموحاتنا بشان العلاقة مع مصر، معربا عن تطلعه الى ان تكون هذه الزيارة لبنة مهمة في بناء وتقوية العلاقات الثنائية، وايضا على اساس العلاقة بين دول الخليج ومصر. وقال وزير الخارجية: اننا الان فخورون جدا بان هناك قطعا بحرية مصرية زارت البحرين وستزورها مرة اخرى، وهذه هي الرسالة الصحيحة التي نوجهها عندما يصدر صوت ناشز من ايران، بان يذهب رئيس مصر الى البحرين لزيارة تستغرق يوما واحدا فقط، فان هذه هي الرسالة التي توجهها مصر دائما الى من ينوي شرا بدول الخليج، ووجود القطع البحرية المصرية عندنا اهم من وجود اي قطع بحرية اخرى. واضاف انه من هذا المنطلق الذي نعيشه الان، يجب ان نعي ان هذا هو مستقبلنا في المنطقة، فامورنا في يدنا، لاننا جزء فاعل في هذا العالم ولسنا جزءا اتكاليا، فنحن الان نبذل دماءنا وابناءنا في الدفاع عن مصالحنا، لسنا كالفترة الماضية، التي اسميها الايام التي ذهبت ولا اتوقع انها ستعود، ان يكون هناك اتكال على الغير للدفاع عن المنطقة، فالان نقوم بواجبنا بانفسنا وبتكاتفنا كدول في المنطقة.



(التفاصيل)

اكد وزير الخارجية الشيخ خالد بن احمد بن محمد ال خليفة ان زيارة جلالة الملك المفدى لمصر ستكون لبنة مهمة جدا في صرح العلاقات الاخوية الممتدة بين الشقيقتين مصر والبحرين، مشيرا الى ان هذه الزيارة المهمة تشهد زخما من الفعاليات واللقاءات، ويتم خلالها توقيع نحو 19 اتفاقية للتعاون في شتى المجالات.
وقال ان زيارة جلالة الملك المفدى الحالية لمصر مناسبة مهمة لتبادل الراي، والتنسيق والتشاور بين الزعيمين العربيين الكبيرين حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة عاهل البلاد المفدى والرئيس عبدالفتاح السيسي.
جاء ذلك خلال ندوة بصحيفة الاهرام المصرية استضافت خلالها وزير الخارجية الشيخ خالد بن احمد بن محمد ال خليفة، الذي يزور القاهرة حاليا ضمن الوفد الرسمي المرافق لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة عاهل البلاد المفدى خلال زيارة جلالته الحالية لمصر، حيث تناول خلال الندوة القضايا التي تتعلق بالعلاقات الثنائية بين مصر والبحرين، والوضع الاقليمي والقضايا المحلية والعربية والدولية.

وقال ان هذه الزيارة ليست اول زيارة لجلالة الملك المفدى، فقد قام جلالته بعديد من الزيارات الرسمية على مر السنوات الاخيرة ومن قبل جلالته المغفور له الراحل الامير الشيخ عيسى بن سلمان رحمة الله عليه.
واكد ايضا ان العلاقة بين البحرين ومصر تمتد الى ما قبل الزيارات الرسمية، وانها علاقة شعبية اخوية ما بين شعب البحرين والشعب المصري؛ فالبحرينيون دائما مازالوا يتذكرون هديتهم التي اهدوها الى امير الشعراء احمد شوقي انذاك، فحين لقب بامير الشعراء قدموا له نخلة بحرينية من الذهب، وكان البلح الذي فيها من لولو البحرين.. وهذا الشيء نعتز به جدا، لكن ما نعتز به اكثر هو موقف الشعب المصري على مر العقود وخلال القرن الماضي بدعم شعب البحرين، من ناحية التنمية والتعليم وبناء نهضة البحرين الحديثة، فهذا الشيء لن ننساه لمصر.
وحول افاق تطوير العلاقات البحرينية المصرية في ضوء زيارة جلالة الملك المفدى لمصر، اشار وزير الخارجية الى ان هناك لجنة مشتركة بين البلدين، وقد غطى اجتماعها الاخير امورا حقيقية بين البلدين، وهناك اتفاقيات في مجالات كثيرة، اهمها اتفاقية بشان تجنب الازدواج الضريبي، وهي مهمة جدا، وهناك اتفاقيات تتعلق بالتشاور السياسي، وطبعا هو تشاور مستمر، وهناك برامج في التربية والتعليم، وايضا مذكرة تفاهم دفاعية بين البلدين، بين قوات دفاع البحرين والقوات المسلحة المصرية، وتعزيز التعاون في مجالات الشوون الاسلامية والتعاون السياحي والاعلام.
واضاف ان زيارة جلالة الملك المفدى ستاخذ هذه المرة بعدا مهما، بزيارة الازهر الشريف ومقابلة الامام الاكبر الدكتور احمد الطيب، وايضا زيارة الكنيسة القبطية (الكاتدرائية) ومقابلة البابا تواضروس بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وسيكون ذلك في اليوم نفسه، وهاتان الزيارتان تعنيان البحرين بقدر ما تعنيان مصر، وعلاقتنا تاريخية مع الازهر وهو قلعة اعتدال، وفكر سليم لا تشوبه شائبة، ويجب ان نتمسك بقوة بالازهر اليوم وندعمه بكل شكل من الاشكال، فهو الحصن الحصين لامتنا، وايضا زيارة البابا مهمة بالنسبة الينا لاننا بلد تتعانق فيه الماذن والاجراس، كما هي الحال في مصر، ولدينا عدد كبير من الكنائس، لدينا مختلف الديانات، وهاتان الزيارتان ترسلان رسائل صحيحة هنا وفي البحرين والمنطقة كلها، اننا لا نكفر ولا نبعد ولا نضع اي فروقات بيننا وبين اصحاب الديانات الاخرى، وهذا ما تفعلونه في مصر، وقد جئنا نعبر معا عن موقفنا في هذا الشان.
واشار الى ان هناك ايضا اجتماعا عسكريا، حيث سيزور حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسي ال خليفة وزارة الدفاع المصرية، موكدا انه لا حدود لطموحاتنا بشان العلاقة مع مصر. وهناك وفد رجال الاعمال البحريني، ووزير الصناعة والتجارة والسياحة موجود.
وردا على سوال حول اهتمام قادة دول مجلس التعاون بزيارة مصر هذه الايام، قال وزير الخارجية ان ذلك يرجع الى اهمية مصر لاستقرار المنطقة، واهمية ان تكون دول مجلس التعاون ومصر على تواصل مستمر.
وقال: هذا ليس امرا جديدا او طارئا في علاقتهم المشتركة، فالعلاقات عندما تكون قوية سترسل الرسالة الصحيحة الى القاصي والداني، الى من يستهدف مصر واستقرارها، والى من يستهدف دول الخليج واستقرارها، والى من يظن انه سيتمكن من الاستفراد بدولة مثل مصر او بدول الخليج على حدة، وهذه الرسالة من شانها ان ترسل الرسالة الصحيحة بان هذا الشيء غير ممكن. واوضح ان مسالة العلاقة الحالية مع مصر مبنية على طبقات من المراحل التي بنيت وقويت فيها عبر التاريخ، فيربطنا الرابط العربي واننا كلنا من امة واحدة، كما يربطنا تاريخنا الحديث باننا دائما كنا ننظر الى بعضنا كمجموعة واحدة هنا بقيادة البلد الكبير مصر.
واضاف قائلا: في الحقيقة نحن متفائلون جدا، فهذه الزيارات ان دلت على شيء فانها تدل على ان القيادات في دول مجلس التعاون متفائلة بمستقبل مصر.. وبالطريقة التي تسير عليها مصر الان الى المستقبل، سواء في ناحية التنمية ومعالجة المشكلات والتغلب على الظروف المحيطة، او التي كانت داخلية، وهذا يدل على اننا لدينا ثقة في الشعب المصري، ونتطلع الى ان تكون الزيارة الحالية التي يقوم بها حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى لمصر لبنة مهمة في بناء وتقوية العلاقات الثنائية، وايضا على اساس العلاقة ما بين دول الخليج وجمهورية مصر العربية.
وقال الوزير: اننا الان فخورون جدا بان هناك قطعا بحرية مصرية زارت البحرين وستزورها مرة اخري، وهذه هي الرسالة الصحيحة التي نوجهها عندما يصدر صوت ناشز من ايران، بان يذهب رئيس مصر للبحرين لزيارة تستغرق يوما واحدا فقط، فان هذه هي الرسالة التي توجهها مصر دائما الى من ينوي شرا بدول الخليج، ووجود القطع البحرية المصرية عندنا اهم من وجود اي قطع بحرية اخرى. ومن هذا المنطلق الذي نعيشه الان، يجب ان نعي ان هذا هو مستقبلنا في المنطقة، فامورنا في يدنا، فنحن جزء فاعل في هذا العالم ولسنا جزءا اتكاليا، فنحن الان نبذل دماءنا وابناءنا في الدفاع عن مصالحنا، لسنا كالفترة الماضية، والتي اسميها الايام التي ذهبت ولا اتوقع انها ستعود، ان يكون هناك اتكال على الغير للدفاع عن المنطقة، فالان نقوم بواجبنا بانفسنا وبتكاتفنا نحن دول المنطقة.
وردا على سوال حول مشاعر البحرينيين الجميلة المعهودة تجاه المصريين، قال وزير الخارجية ان الجميع يتحدث الان عن الوقوف مع مصر وكان مصر لم تقف معنا في الماضي، مهما عملنا مع مصر اليوم او قدمنا لها فلن نستطيع ان نوفيها حقها او نرد لها جميلها، والامور لا تقاس ماديا، وهذا هو شعور كل مواطن بحريني، وسترون هذه المشاعر الطيبة تجاه مصر موجودة في عيون كل البحرينيين قبل ان تسمعوا كلامهم.
وهنا وزير الخارجية مصر قيادة وشعبا بالذكرى الرابعة والثلاثين لتحرير سيناء، وقال انه يتذكر انه في بداية التحرير في السادس من اكتوبر 1973 كان على سفرة الافطار؛ طفلا صغيرا، (حيث كان عمري وقتها 13 عاما)، لكن لا انسى الفخر والاعتزاز اللذين شعرت بهما حينذاك.
واسترجع الشيخ خالد ال خليفة ذاكرته الى عام 1967، موكدا ان عمره انذاك كان يبلغ سبع سنوات، ولم يكن يفهم وقتها ما يجري، وكان هناك كثير من التشكيك في القدرة على الانتصار في هذه اللحظة، وخصوصا ما بعد عام 1967، لكن الاخبار كانت تتوالى، ورحم الله الرئيس محمد انور السادات والقادة العسكريين كلهم وعلى راسهم احمد اسماعيل علي ومحمد عبدالغني الجمسي، فهم كانوا قادة، وكانوا ايضا ابطالا بالنسبة الينا في وجدان الشعب البحريني، ومن ثم بدات تلك المرحلة واستعادت مصر كل شبر من اراضيها في تلك اللحظة.
كما هنا وزير الخارجية الاخوة المسيحيين في مصر باعيادهم.
وحول القمة الخليجية الامريكية الاخيرة، اوضح وزير الخارجية انها كانت مهمة جدا، وهي ليست امرا جديدا، فهي بدات في العام الماضي في كامب ديفيد، وكلنا نعرف بالطبع ان كامب ديفيد كانت في نهاية السبعينيات، لكن الرئيس الامريكي باراك اوباما حاول ان يتكلم معنا عما كان في خاطره من امور بالنسبة الى ما يطمح اليه من تغيير في السياسات، او تعديل في العلاقات بين بلاده وبين دول في المنطقة، وخصوصا بلدا مثل ايران، ونحن في دولنا لنا تاريخ من التحالف والعلاقة العميقة وايضا مصر مع الولايات المتحدة الامريكية، ولذلك لا نرى هذه القمة او الظروف التي ادت اليها او حتى بعض التباين في المواقف -او ان اردتم ان تسموها ازمة- انها شيء سيكون محوريا في تغيير السياسة تجاه امريكا او من امريكا تجاهنا، فامريكا اكبر من مسالة ان احدا من روسائها يكون عنده نهج او طرح جديد سياسي في التعامل مع المنطقة، فالرئيس الامريكي نيكسون كان لديه نهج في التعامل مع الصين، والرئيس اوباما لديه نهج في انه ينفتح في التعامل مع ايران.
وقال اننا نحن ايضا لدينا امورنا وهمومنا ومشكلاتنا مع بلد مثل ايران، فلذلك نحن ايضا رحبنا بالاتفاق النووي الايراني (5+1)، لكننا ايضا ابدينا ترحيبا متحفظا.. والسبب ليس عدم ثقة في توجه (5+1)، بل السبب هو تخوفنا من سوء فهم الجانب الايراني لهذا الاتفاق، او سوء تقديرهم لما يسمح لهم به هذا الاتفاق، فهذا الاتفاق ليس بين رئيس الولايات المتحدة وايران، بل هو اتفاق بين ست دول، منها روسيا والصين التي هي اقرب في مواقفها الى ايران، فان فهموا ان هذا الاتفاق سيتعلق بالملف النووي فقط وانه يجب ان يسهم في ابعاد شبح الحروب والخلاف في المنطقة فهذا فهم صحيح، لكن ان فهموا ان هذا سيطلق ايديهم في المنطقة، او فهموا انه استهداف واستبدال حديث بحديث، فان ذلك سيكون فهما خاطئا لن يسمح به، فامريكا اكبر من سياسة مرحلة من المراحل، فالولايات المتحدة الامريكية فيها شعب وكونجرس وموسسات فكرية وراي عام كبير وقوي، ولن يتغير كل هذا في لحظة بناء على رغبة سياسية انية في وقت ما، فلذلك نتطلع الى ان ايران لا تفكر كثيرا في اطلاق يدها في المنطقة او ان هناك استبدالا.
وفيما يتعلق بتصريحات واراء الرئيس الامريكي اوباما لمجلة اتلانتك والتي قال فيها ان الخليج والعالم العربي لم يعد يهمنا كثيرا، وان مصالحهم كامريكيين تتعلق الان باسيا، وانه لا يمكن ان يضحي بدماء جندي امريكي واحد من اجل حرب جديدة في المنطقة، قال وزير الخارجية ان هذه اراوه الخاصة، ويجب الا نحصر العلاقة التاريخية مع الولايات المتحدة في هذه المقابلة الصحفية، فهو قد يعبر عن رايه الشخصي الذي يعد من حقه كرئيس للولايات المتحدة، وفي الغد القريب سيكون هناك رئيس غيره لامريكا.
واضاف اننا نتطلع الى تقوية هذه الشراكة لمحاربة الارهاب وتثبيت الامن والاستقرار في المنطقة، وهذه الشراكة مفتوحة لجميع دول العالم وليس فقط لدولة واحدة فقط. واذا تحدثنا عن السلام البارد، فهذه المسالة تخص دول الخليج ومصر ودول المنطقة قبل ان تخص اي دولة اخرى، فنحن نعرفهم وهم يعرفوننا في جيرتنا، ونتطلع الى ان تنتهج ايران سياسة خارجية جديدة، وان تبدل سياستها الحالية القائمة على دعم المنظمات الارهابية واشاعة عدم الاستقرار، وعلى صرف اموال الشعب الايراني على كل هذه المنظمات والتدريب وعلى ممثليهم ومريديهم في العالم كله، وان يركزوا على بناء علاقة مع الدول، وان يمدوا يدهم الى الدول وليس الى داخل الدول، وهذا ما نتطلع اليه، ولا نطمح الى اي تغيير سياسي في ايران فهو شان يخص الايرانيين وحدهم، لكننا نحن نعاني هذه السياسة، ونريد من العالم ان يسمع ويرى الهموم التي لدينا قبل ان نسمع الى نصائح منهم فيما يتعلق بنظرة جيوبولوتية تخصهم او تهمهم، فنظرتنا تهمنا في المنطقة وهمومنا تتعلق بامننا واستقرارنا.
وحول ما اذا كان قد حدث اتصال بالرئيس اوباما لطلب ايضاح او تفسير حول ايضاحاته للتعبير عن التحفظ عليها، رد الوزير: هذا الشيء ما بين الولايات المتحدة الامريكية والمملكة العربية السعودية على وجه التحديد، لان التصريح كان يركز على السعودية، وهناك كثير من التصريحات المشابهة من قبل ركزت على مصر واساءت اليها والى دول كثيرة، فالمسالة قد تكون ثنائية ما بين البلدين.
وردا على سول حول ما اذا كانت امريكا تريد ان تجعل من ايران شرطي الخليج؟ اجاب الوزير: ان تجعل من ايران شرطيا للخليج مرة ثانية فان الامريكيين لديهم في حياتهم وتقاليدهم مسالة الشريف -اي رجل الشرطة- على ان يقبله اهل القرية والمدينة بانه شريف او شرطي، لكن ان ياتي احد ويقول ان ايران هي الشرطي فلن نقبل بذلك، فنحن كدول مجلس التعاون ومصر وعدد من الدول العربية الشقيقة اولى بامورنا في هذا الشان، وان ارادت ايران ان تكون عاملا مسهما في الاستقرار ودعمه فمرحبا بها. واذكر انني كنت في احدى المرات في زيارة لايران، واجتمعت خلالها بوزير خارجيتها انذاك منوشهر متقي وسالني: ماذا تفعل هذه الاساطيل الاجنبية في البحرين وعلى راسها الاسطول الخامس الامريكي والتي تسهم جميعها في حنايا هذا الممر الحيوي؟ وقال ان وجودها تهديد مباشر لايران، فرددت عليه في الاجتماع بان هذا ليس تهديدا مباشرا لكم، بل انت اكبر مستفيد من هذا الوجود، فانتم تصدرون نفطكم، ولولا هذه القوة التي نتمنى يوما ما ان يكون الاسطول الايراني جزءا منها، لما اصبحت تستطيع ان تفرق بين هذا الخليج العربي وخليج عدن المليء بالقراصنة، فسكت الوزير الايراني وخرجت الى الموتمر الصحفي ووجهت الي السوال نفسه صحفية ايرانية كانت تحضره، فاجبتها علنا بالجواب نفسه. فالمسالة كيف يرونها؟ هل هي موجهة ضدهم؟ هذا امر يرجع اليهم وحدهم فقط، فاذا كان هنا شيء لا يتماشى مع سياساتهم وهو امن المنطقة فان المشكلة تكون لديهم وليست لدينا نحن كدول متحالفة.
واوضح الوزير: ان التحدي الذي تواجهه البحرين اليوم هو ان العالم فيه اتفاقيات وعدد من المعاهدات الدولية التي وقعنا عليها وننتمي اليها، وبعضها لنا عليها بعض التحفظات، والتحدي هو كيف نتعامل معها في ظل وجود منظمات المجتمع المدني، التي وصلت الى درجة من القوة في بعض الدول الى درجة انها تتكلم كانها الدولة، ونحن يجب ان يكون لدينا ما يمثلنا كمجتمع عربي وفكر تنموي حر يتطلع الى حماية نفسه من كل هذه الموثرات، وعلينا الا نكون سذجا لان النوايا ليست طيبة من كثير من الاطراف، وعلينا الا نكون مثاليين ونظن ان الجميع يريد لنا خيرا، فيجب ان نحمي انفسنا من هذه الاوضاع، وليس معنى ذلك ان نحاربها، بل نتعلم ونوظفها لخدمة مجتمعنا بشكل حقيقي وليس لخدمة الحكومات.
وفيما يتعلق بالقوانين التي تنظم عمل منظمات المجتمع المدني في مملكة البحرين، قال وزير الخارجية: نعم لدينا قوانين تنظم عمل المجتمع المدني، ولدينا حركة نقابية قديمة، والبحرين هي احدى الدول القليلة التي استطاعت اقناع الكونجرس الامريكي بان يجيز لها اتفاقية تجارة حرة، بما تتمتع به من حرية تمثيل وحرية مشاركة ووجود نقابات، وهذا كله كان السبب في وصولنا الى اتفاقية تجارة حرة مع الولايات المتحدة الامريكية، وتحرك الشعب البحريني قديم للحصول على حقوقه وتحقيق تقدمه، بالوصول الى توافق مع السلطة، البحرين اليوم تختلف عن بحرين الامس، وبحرين الغد تختلف عن بحرين اليوم لكن حرام ان يتم اختزال كل هذه الحركة العظيمة في تحركات محدودة، حيث هناك من اراد اختزال كل تاريخ شعب البحرين وتطلعاته فيما حدث في عام 2011، وهذا ظلم كبير لشعب البحرين.
كما تحدث عن مبادرة القوة العربية المشتركة، وقال انها من اهم الامور التي نطمح اليها وساندناها عندما طرحتها مصر في قمة شرم الشيخ، وقد طرحها الرئيس عبدالفتاح السيسي، لكن الالية التي طرحت وطريقة النقاش وطريقة المعالجة لم تكن ترقى الى طرح الرئيس السيسي، كنا ومازلنا اسرى لالية لا تحقق هذا الطموح، على الرغم من تاييدنا الكامل ودول الخليج لهذا الطرح، لكن كان يجب ان تكون هناك الية مختلفة للتعامل مع هذا الطرح الكبير، لما له من اهمية قومية كبرى لمواجهة هذه القوة لمختلف الاخطار، وانا لست متشائما بشان قدرتنا على ان نتوصل الى تشكيل هذه القوة، وستحظى بتاييد واضح خلال زيارة الملك حمد لمصر ولقائه الرئيس عبدالفتاح السيسي، وان شاء الله يتم التعامل مع هذه القضية بطريقة اخرى ذات فائدة اكبر.
وردا على سوال حول الفرق بين القوة العربية والتحالف الاسلامي، اوضح وزير الخارجية ان القوة العربية المشتركة هي لحماية الدول والدولة الوطنية من مختلف التحديات لتعزيز العمل العربي المشترك، باسلوب جديد وحقيقي، وليس فقط بما نصدره في الجامعة العربية من بيانات تعبر عما في نفوسنا، لكن لا تتعدى في الواقع قدرتها على التاثير حدا معينا بسيطا.
واكد ان القوة العربية المشتركة ستكون شيئا ملموسا لحماية الدول العربية وامنها القومي والسياسات المشتركة، اما التحالف الاسلامي فهو لمواجهة الارهاب، نعم نحن نعلم انه لمواجهة الارهاب، وان السبب الكبير خلف هذا التجمع هو مكافحة الارهاب الذي وجد مساحة مفتوحة عندما ضعفت الدولة الوطنية في سوريا وتمدد فيها خطر داعش الذي عبر الحدود ودخل العراق، اضافة الى تحدي الارهاب الدولي او المدعوم من الدول، لكن بالطبع المجال الذي يغطيه التحالف الاسلامي لمواجهة الارهاب اكبر؛ اذ ان هناك دولا اسلامية اخرى يجب ان تتحد لترسل الرسالة الصحيحة بان الاسلام ضد الارهاب، ولا تعطي الصورة التي هناك من يرغب ان يصورها بان المسلمين هم الارهابيون ومشكوك فيهم، وان هناك مشروعية للشك في كل مسلم، اما القوة العربية فهدفها صيانة الامن القومي المشترك.
وحول جهود التنمية في مملكة البحرين، قال: نحن في البحرين كانت لدينا خطة تنموية قبل 7 سنوات بشان عام 2030، وضعها مجلس التنمية الاقتصادي بقيادة سمو ولي العهد وفيها مخطط هيكلي كامل ونظرة الى ما بعد النفط، ونحن في البحرين في مرحلة ما بعد النفط، لان النفط عندنا شيء لا يذكر، ولسنا اعضاء في اوبك، وهذا الامر قد اعطانا الفرصة لبذل جهد اكبر، فهناك خطط، ولكننا لم نصل الى ان تكون هناك خطة خليجية موحدة، ولكننا سنصل اليها، لانه بحسب اتصالاتنا بالاخوة في المملكة العربية السعودية نرى ان لديهم نظرة واقعية حقيقية لربط المصالح بخطة تنموية شاملة تغطي جميع دولنا.
وردا على سوال بشان التحديات المتعلقة بتراجع اهمية النفط بالنسبة الى دول مجلس التعاون الخليجي، اوضح ان هذه التحديات والنظرات لم توجه فقط الى دول الخليج العربي، ففي السابق وجهت الى الامة كلها، وجاء اشخاص وضعوا خطا للصراع بين منطقتنا والعالم الغربي، رغم اننا ننتمي الى الحضارة الغربية التي نراها اليوم، الم نسهم بمفكرينا وفكرنا الذي كان نتاج حضارات وفترات سابقة في تطور هذا الفكر الغربي وما وصل اليه اليوم، فلماذا نعزل انفسنا عنه؟ ان هناك من جاء وقال ان هناك صراع حضارات بين الشرق والغرب، على الرغم من انها كانت مجالا حضاريا واحدا في وقت من الاوقات، الى ان تقدم بعضها بينما تخلف الاخرون، واليوم يوجهون الاتهامات الى دول الخليج، على الرغم من كل ما صنعته من اجل حماية التنمية البشرية، وارجو الا يتم ربط ذلك بالثروة النفطية.. والبحرين دائما كانت في المصاف العليا.. وكانت لفترة هي الدولة العربية الاولى في التنمية البشرية.
وردا على سوال حول الترتيبات الامنية والعسكرية التي تعتمد عليها مملكة البحرين في حماية امنها، اشار وزير الخارجية الى ان الترتيبات الامنية الموجودة اليوم هي ترتيبات مع دول مجلس التعاون الخليجي، في حماية بعضها البعض، وترتيبات اخرى مع دول عربية شقيقة مثل مصر والاردن، ومع دول اخرى، وقد تجسد كل ذلك في اجتماع القاهرة الذي اعطى الشرعية المطلوبة لتحرير الكويت.
وردا على سوال حول ما اذا كان توقيع اتفاقية تعاون دفاعي بين مصر والبحرين هو توجه جديد له علاقة بالموقف الامريكي الجديد وتصريحات اوباما الاخيرة؟ اوضح وزير الخارجية انه ليس لهذا التوجه علاقة بتصريحات الرئيس الامريكي باراك اوباما، بل هذا الامر مبني على مراحل متعددة قديمة مع مصر، تطورت بانتظام، لنصل الى مذكرة التفاهم هذه، وهي تتعلق بالعمل المشترك والتدريب المشترك وتبادل الخبرات في امور كثيرة وليست رد فعل سياسيا ابدا.
وردا على سوال مفاده ماذا بشان قوات درع الجزيرة بعد ان عانت البحرين من التدخلات والقلاقل التي تثيرها ايران؟ اوضح انه يجب ان تكون هناك نظرة صحيحة الى ما قامت به قوات درع الجزيرة في 2011، فهناك من نشر اكاذيب بانها جاءت وتواجهت مع شعب البحرين، وهذا لم يحدث.
وحول التعامل مع الجهات الاعلامية التي تروج الاكاذيب، قال وزير الخارجية ان عندنا خبرة كبيرة في التعامل معها، كان هذا تحديا كبيرا لنا في البحرين، ما بين تطوير العمل الاعلامي والتهديد الذي ياتيك من هذه الجهات الاعلامية، وقد تعرضنا في البحرين لحملات اعلامية ظالمة واكاذيب وقصص وافتراءات، لكن دائما نامل ان يثوب الجميع الى رشدهم وان يعرفوا ان مصلحتهم جماعية وليست فردية.
وفيما يتعلق بتصوره لمسالة الفيدرالية كفكرة مطروحة في سوريا وليبيا، قال وزير الخارجية ان هذا شان يخص هذه الدول، لماذا نخطط لسوريا، وهي بلد متحضر قبل كثير من الدول، هذا شان سوري، واذا تمكنت الدولة من السيطرة على امورها، فالامور ترجع لهم في تقرير ما يريدونه، موضحا ان الخطاب البحريني في هذه الامور لا يتدخل في الشوون الداخلية للدول.
وعن مواجهة البحرين للهجمة الشرسة ضدها من جانب الاعلام الغربي وبعض عناصر المعارضة، قال الوزير: نحن واجهنا حملة اعلامية اشبه بـتسونامي، لم نواجه ما واجهناه في عام 2011 في سابق تاريخنا، ولم تكن لدينا اي قدرة على التعامل مع ما واجهناه، ولم نكن الدولة الوحيدة التي واجهت هذا الهجوم وهذه الحملات الظالمة، شعرنا ان هناك توجها من منظمات المجتمع المدني يستهدف البحرين، لكن هدفها لم يكن البحرين فقط بل دولا اخرى في المنطقة، فمصر تعرضت بشكل كبير لحملات ظالمة، اليوم عرفنا ماربهم واساليبهم، واهم شيء اليوم هو حماية الدولة، ووضع اليات حقيقية لعدم تكرار اي خطا كان.
وردا على سوال حول مدى وجود فجوة اعلامية ما بين الواقع في البحرين وبين ما يروج في الاعلام الخارجي، اوضح الوزير انه بالنسبة الى الفجوة الاعلامية، كنا في مفترق طرق، كيف نتعامل مع الواقع في البحرين امام الصورة التي تبرز في الخارج، وقد زار البحرين اجانب وقالوا لنا بلدكم هادئة وامان، بالنسبة الى توثيق الاحداث التي جرت في عام 2011، كان اكبر موثق لها هو تقرير تقصي الحقائق، وهو تقرير رسمي اعدته لجنة دولية، وهو تقرير دقيق جدا وامين وتم تسليمه الى جلالة الملك المفدى ورد عليه بخطاب سامي.
وردا على سوال كيف تتعامل البحرين مع اي املاءات وشروط من القوى الكبرى في العالم؟ قال وزير الخارجية: الحمد لله.. مسالة الاملاءات والشروط مع تعاوننا وخصوصا في 2011 توقفت ولم يكن لها اي تاثير يذكر.
وحول العلاقات الثقافية بين البلدين الشقيقين مصر والبحرين، اشار الشيخ خالد بن احمد بن محمد ال خليفة وزير الخارجية الى ان البحرين لطالما كنت لمصر كثيرا من التقدير لمكانتها الثقافية والادبية الرفيعة.
وقال ان البحرين احتفلت بتتويج الشاعر المصري الكبير احمد شوقي اميرا للشعراء العرب في دار الاوبرا المصرية عام 1927 على طريقتها، واهدته نخلة من الذهب مرصعة باللولو البحريني المضيء.. وذلك لما يحظى به اللولو البحريني من شهرة عالمية في جودته كواحد من افخر انواع المجوهرات.
وعبر وزير الخارجية عن سعادته الغامرة بان يكون في القاهرة بين رموز الاهرام من كتاب وصحفيين، وداخل مبنى جريدة الاهرام، قائلا انه منذ ان ولدنا والاهرام كانت موجودة في بيوتنا، وموكدا ان الاهرام هي ام الجرائد العربية، وشرف عظيم ان نكون بينكم هنا على هامش زيارة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة عاهل البلاد المفدى للقاهرة.





إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.