Thursday, 19 September 2024 06:06 GMT



بغداد تداوي ضحايا الحروب بالدراما المسرحية

(MENAFN- Kuwait News Agency - Arabic) يبدو ان بغداد التي انهكتهاالحروب وازمات الحصار ومفخخات الموت صارت تبتكر وسائل اخرى للعيش والمطاولة وتضميد الجراح فها هي المدينة المعروفة بتاريخها الادبي والفني والمسرحي تتخذ اليوم من خشبة المسرح وصفة جديدة لعلاج ضحايا الحروب ومداوة الانفس المجروحة.
الفكرة هنا تتمحور حول قيام ضحايا الحروب انفسهم وهم الايتام والمشردون والمضطهدون ببطولة ادوار مسرحية يسردون من خلالها مواجعهم ومعاناتهم امام جمهور المشاهدين فيتحول السرد المسرحي الى حالة من تفريغ الهموم وشيء من العلاج النفسي لابطال المسرحية.
يقول مدير منتدى المسرح التجريبي في العراق سنان العزاوي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم ان "التجربة انطلقت عبر مسرحية (بنات بغداد) التي تولى ادوار البطولة فيها يتيمات ومعنفات ومختطفات فصارت كل واحدة منهن تستحضر في الدور المسرحي قصتها الموجعة فتلك التي قتل اهلها امام عينيها وتلك التي اختطفت من قبل جماعات ارهابية او اجرامية وتلك التي شاء القدر ان تكون لقيطة وضحية لوضع اجتماعي صعب".
وتابع ان "مسرحية (بنات بغداد) كانت علاجا بالدراما واعادة لتأهيل الذات الانسانية اي ان الهدف منها ليس العرض المسرحي الفني بقدر ما هو خطوة جديدة لعلاج الذات المهزوزة وغير المستقرة".
واضاف العزاوي ان المجتمع العراقي كان ضحية للكثير من الضغوط والمتغيرات السيكولوجية بسبب الحروب المستمرة والحصار الاقتصادي والاحتلال لذلك فان مثل هذه العروض يعد جزءا من العلاج النفسي لهذه الاعراض.
وبين ان كادر العمل بإدارة المخرج باسم الطيب اخذ الملفات الشخصية لكل بطلة من ابطال المسرحية ودمجها في نظام درامي شامل حتى تمكن من خلق عملية تأهيل نفسي لكل فتاة منهن.
وأقر بأنه كان متخوفا من فشل العمل المسرحي وكان يحذر المخرج من المجازفة بمثل هكذا تجارب فريدة من نوعها الا انه فوجئ بحجم الاقبال ومدى النجاح الذي حققه العرض.
واستدرك قائلا: الا ان قلة الدعم والتمويل حالت دون عرض المسرحية أكثر من يومين فقط اولهما عرض خاص في الرابع من شهر اكتوبر الجاري والاخر عرض عام في الخامس منه وعلى خشبة منتدى المسرح التجريبي في بغداد.
واكد أنه يسعى جاهدا لتأمين دعم اضافي لاعادة عرض المسرحية مجددا خلال العطلة الصيفية المقبلة لافتا الى ان الدعم الذي يقصده لا يتجاوز قيمة اجور النقل وبعض الاعمال الفنية البسيطة في المسرح.
بدوره قال كاتب النص ومخرج المسرحية باسم الطيب ان التجربة حققت بالفعل مردودا ايجابيا كبيرا على الصعيد النفسي لبطلات العمل المسرحي مؤكدا سعيه لاستئناف العرض في بغداد بعد انتهاء شهر المحرم.
وكشف الطيب عن سعيه لتكرار التجربة وإعداد مسرحية اخرى يكون ابطالها ضحايا من نوع اخر هم النزلاء في السجون العراقية حيث يرى انهم بحاجة الى علاج نفسي شأنهم شأن غيرهم ممن تضرروا من عجلة الحرب والدمار.
ولفت الى انه يحلم بنقل عروضه المسرحية هذه الى خارج العراق ليحقق بذلك الكثير من المكاسب للحركة المسرحية العراقية من جهة ولابطاله الضحايا من جهة اخرى.

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية