Thursday, 19 September 2024 01:46 GMT



اعلامنا اظهر حرفية في تغطية الازمة اليمنية

(MENAFN- Al-Bayan)اكدت رئيسة مركز الامارات للسياسات د. ابتسام الكتبي في حوار خاص مع البيان» ان جماعة الحوثي حركة ايديولوجية ذات طبيعة عابرة للحدود تحظى بدعم واسناد مادي ومعنوي من قوة اقليمية ذات اطماع جيوسياسية واضحة في المنطقة، ما يعني ضرورة وضع خطط استباقية للتعامل مع اية محاولات توسعية للحركة خارج حدود الدولة اليمنية.

وقالت انه على الرغم من ممارسات الانقلابيين الهمجية في اليمن في التعامل مع الصحافيين وتزوير وتشويه الحقائق واختلاق الاكاذيب ونشر الشائعات المضللة، الا ان الموسسات الاعلامية الاماراتية بذلت جهودا جبارة لمواكبة الاحداث ونقل الصورة الصحيحة لما يجري للمشاهد والمتابع محليا وعربيا وعالميا، وبعد حادثة استشهاد كوكبة الشهداء الاماراتيين في اليمن اظهر اداء الاعلام الاماراتي درجة عالية من المسوولية والحرفية.

وفيما يلي تفاصيل الحوار:

كيف رصدتم كمركز سياسات نشاة وتطور الحركة الحوثية في اليمن؟ وما هي الاهداف الحقيقية التي تسعى الحركة الى تحقيقها؟ وهل لهذه الحركة بنية فكرية وسياسية واضحة المعالم، ام انها مجرد اداة صنعت لتحقيق اطماع واهداف قوى اقليمية ودولية؟

لقد استشعر مركز الامارات للسياسات منذ تاسيسه في سبتمبر 2013 خطورة التجاذبات السياسية والمذهبية والعسكرية في بنية الحركة الحوثية واحتمالات تفاعلها مع اختلالات المشهد السياسي اليمني بما يودي الى تفاقم الصراع بين اطراف العملية السياسية في اليمن وازدياد مخاطر المواجهات العسكرية، وبالتالي تحول اليمن الى ساحة صراع اهلي وطائفي في خاصرة دول الخليج العربية، فكانت ورشة العمل المغلقة التي عقدها المركز حول الحركة الحوثية في اليمن تحت عنوان: الحركة الحوثية؛ تجاذبات السياسة والعسكرة والتمذهب» في ابوظبي 3 مارس 2014.

وخلصت الورشة الى ان طبيعة النموذج الذي تنتهجه الحركة الحوثية تقتضي النظر اليها باعتبارها مهددا مفترضا لدول الجوار اليمني، فهي حركة ايديولوجية ذات طبيعة عابرة للحدود، وتحظى بدعم واسناد مادي ومعنوي من قوة اقليمية ذات اطماع جيوسياسية واضحة في المنطقة، ما يعني ضرورة وضع خطط استباقية للتعامل مع اية محاولات توسعية للحركة خارج حدود الدولة اليمنية.

اما بالنسبة للبنية العقدية والفكرية للحركة الحوثية فهي تنطلق من الادعاء بان الولاية هي حق حصري لسلالة معينة في اليمن. فالحوثيون يسعون الى اقامة حكومة عالمية عابرة للحدود كما هو الحال بالنسبة للتنظيمات الارهابية المشابهة مثل القاعدة» وداعش»، وفي سبيل الوصول الى هذا الهدف المزعوم لا يتوانون عن ارتكاب افظع المجازر واقتراف اكبر الجرائم بحق المخالفين بغض النظر عن انتماءاتهم واديانهم واعراقهم.

ما حقيقة الدور الايراني في ظهور ودعم الحركة الحوثية؟ وهل هناك ادلة على امداد ايران لمليشيات الحوثي بالاسلحة الحديثة، وما سر استمرار هذه المليشيات رغم الضربات الموجعة التي تتلقاها من دول التحالف جوا وبرا؟

جاء الدور الايراني في الساحة اليمنية من البوابة الحوثية بشكل اخص، وهو الذي اعطى للمستوى الذي وصلت اليه الحركة الحوثية عسكريا وسياسيا واجتماعيا اهميته في الحسابات الاقليمية، فالحركة اصبحت اشبه بسلاح في يد النظام الايراني، وهو موجه نحو خاصرة دول الخليج العربية.

فقد عولت بعض الاوساط الزيدية على دور في اليمن لايران التي كان لها بالفعل اتصالات مبكرة اسفرت في 1986 عن مشاركة وفد في احتفالات ايران بذكرى الثورة» . ومن ثم، تم تاسيس اتحاد الشباب المومن» مطلع 1987 في صعدة، تلاها تاسيس حزب الحق» العام 1990 الذي انشق عنه بدر الدين الحوثي وابنه حسين الحوثي في 1996 ليقوم الاخير بتاسيس الحركة الحوثية.

ومع ان الاهتمام الايراني باليمن، وسعيها للحصول على مواقع نفوذ فيها، امر يتعلق بمنظومة اهداف استراتيجية كبرى، يتقاطع فيها السياسي مع الاقتصادي والامني، الا ان للبعد الديني المذهبي حضوره ايضا.

وتمكنت ايران من التاثير على الحوثيين ضمن اطار التشيع السياسي»، وهو الاهم، فالجوانب العقدية والفقهية ليس ذات اولوية في المشروع الجيوسياسي الايراني، وما يوكد ذلك هو تمكنها من نشر طقوس عاشوراء في 2014 لاول مرة.

واظهرت ايران مقدرة على تجاوز الخلافات مع مختلف الفرق التي تنطوي في اطار الاعتقاد بالامامة، حيث برز ذلك في علاقتها مع العلويين في سوريا وتركيا. واشتغلت الحركة الحوثية في تدريب بعض عناصر وحداتها القتالية على خبراء من الخارج في هذا الاتجاه بشكل مضاعف خلال السنوات الخمس الاخيرة (2011 – 2015)، بحيث اصبح عدد مسلحيها المدربين، الذين يتلقون تدريبهم على ايدي خبراء من ايران وحزب الله اللبناني في ازدياد مشهود.

ولم يعد سرا ان للحركة، حتى في صنعاء ذاتها، مناطق مغلقة يتلقى فيها عناصرها التدريب على يد خبراء من الحرس الثوري، حيث اثبتت احداث سبتمبر 2014 وجود عناصر تدريب واستشارة من حزب الله والحرس الثوري يعملون مع حركة الحوثي خارج اليمن وداخله. وكان العالم كله شاهدا على الجسر الجوي الذي اقامه الحرس الثوري لدعم الحوثيين بالسلاح بعد انقلاب سبتمبر 2014.

وعدا عن توافر السوق المحلية في اليمن على انواع مختلفة من الاسلحة، بما فيها المتوسطة وبكميات كبيرة، الذي كان احدى سبل تسليح الحوثيين، مثلت عمليات نهب سلاح الدولة اليمنية مصدرا اساسيا لتسليحهم بعد احتلال صنعاء وانقلابهم على السلطة في فبراير 2015، اذ صار سلاح الدولة اليمنية في يدها، واصبحت تمتلك مخزونا من الاسلحة الثقيلة، علاوة على القدرات الصاروخية، ومنظومات الدفاع الجوي، وحتى الطائرات المقاتلة.

الاعلام والحرب

ما هو تقييمكم لتغطية وسائل الاعلام الاماراتية بشان ازمة اليمن منذ اندلاعها وحتى الان؟ وما هو المطلوب؟

لا شك ان التغطية الاعلامية للاحداث في اليمن كانت ولا تزال عملية بالغة التعقيد ومحفوفة بالمخاطر بالنسبة لمختلف وسائل الاعلام المحلية والعالمية. فالانقلابيون بما عرف عنهم من همجية لا يترددون في قمع وقتل الصحافيين وتزوير وتشويه الحقائق واختلاق الاكاذيب ونشر الشائعات المضللة. ومع ذلك، بذلت الموسسات الاعلامية الاماراتية جهودا جبارة لمواكبة الاحداث، ونقل الصورة الصحيحة لما يجري للمشاهد والمتابع محليا وعربيا وعالميا.

وبعد حادثة استشهاد كوكبة الشهداء الاماراتيين في اليمن اظهر اداء الاعلام الاماراتي درجة عالية من المسوولية والحرفية، بحيث التزم الشفافية الكاملة على الرغم من وقع الحدث وحجم المصاب، ما ادى الى تفويت الفرصة على العدو المتربص للاساءة للموقف الاماراتي المشرف، والجهد البطولي والانساني العظيم المبذول في الساحة اليمنية. لقد كانت دولة الامارات العربية المتحدة على الدوام تنطلق في طور بناء موسساتها الوطنية من روية واستراتيجية شاملة، توجهها قيادة واعية وحكيمة.

ولذلك فاننا نحصد اليوم ثمار هذا الغرس المبارك. ونتيجة لعدالة الموقف، وصدقية الاهداف السامية لتحرك قواتنا المسلحة للدفاع عن امن الوطن والمنطقة، كاشفت وسائل الاعلام المحلية الجمهور بشفافية كاملة قبل وبعد حادثة استشهاد جنودنا البواسل.

صراع طائفي

هل نجح الاعلام العربي مقابل الاعلام المعادي في توضيح اهداف الضربات الجوية خاصة فيما يتعلق بنجاح الضربة في تدمير الاسلحة الثقيلة والصواريخ البالستية التي كانت تشكل تهديدا لامن السعودية ودول الخليج؟

اعتقد ان النجاح الاكبر للاعلام العربي كان في منع تحويل المعركة مع الحوثيين الى صراع طائفي، فقد كان الحوثيون ومن ورائهم ايران يعملون بشكل حثيث على تقديم وجه طائفي بغيض للصراع السياسي في اليمن، بحيث تصبح التنظيمات الارهابية مثل القاعدة» وداعش» والمليشيات المتعددة هم الفاعلون في الميدان بدلا من دول التحالف العربي.

لكن وعي صانع القرار في دول التحالف العربي، ومن خلفه الموسسات الاعلامية العربية احبط هذا المخطط، ووضع الصراع حيث يجب ان يكون. وباءت محاولات الحوثي لاتهام خصومه بالفشل، حيث ادرك العالم اجمع ان الحوثي ومن ورائه ايران يسعى الى جر اليمن الى حرب طائفية طويلة الامد. ولذلك، تمكنت الدبلوماسية العربية من انتزاع تاييد دولي واسع لعمليات عاصفة الحزم» وعاصفة الامل» والسهم الذهبي».

دور الامارات

منذ بداية الازمة اليمنية قدمت دولة الامارات الملايين لمساعدة الشعب اليمني، مما يوكد التزام القيادة الرشيدة للدولة، وحرصها على شعب اليمن وعودة الشرعية، كيف تقيمون ذلك؟

اليمن في قلب وعين الامارات اليوم وغدا، كما كانت في قلب وعين الراحل الموسس المغفور له باذن الله الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان، طيب الله ثراه. فالاماراتيون لم ينسوا يوما ان اليمن هي منشا العرب والعروبة، ولذلك فقد افتدوها بدمائهم، وقدموا ابناءهم شهداء لحمايتها من السقوط تحت عباءة المشاريع الظلامية، ومن يقدم ضريبة الدم لا يستغرب منه ان يقدم بعد ذلك اي عون او مساعدة. وانا على يقين ان الامارات ومعها كل الدول الشقيقة والصديقة لن تتوانى في الوقوف الى جانب اليمن حتى يتجاوز هذه المحنة بعون الله وهو اكثر قوة وتلاحما وصلابة.

نظام اقليمي

اكدت رئيسة مركز الامارات للسياسات د. ابتسام الكتبي بخصوص توقعاتها بشان مستقبل الصراع في اليمن انه لا بد من التوصل الى تفاهمات اقليمية قبل انضاج الحلول الداخلية بين الاطراف المتصارعة، فالمنطقة تشهد تبلور نظام اقليمي جديد».

واردفت: لكن ما هو موكد ان لعاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية استحقاقات لا بد ان تدركها جميع الاطراف الاخرى على المستوى الاقليمي». وتابعت ان احتفاظ الحوثيين ومعهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح باي من مكتسبات الانقلاب غير الشرعي امر بعيد الاحتمال».


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية



آخر الأخبار