Thursday, 19 September 2024 12:18 GMT



محمد بن زايد: الامارات تساهم في استعادة توازن المنطقة عبر بوابة الامن والاستقرار

(MENAFN- Al-Bayan) اكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان ولي عهد ابوظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة.. ان مشاركة قواتنا المسلحة في عملية " اعادة الامل " ضمن تحالف الدفاع عن الشرعية الدستورية في اليمن الشقيق بعد ان شاركت بكفاءة قتالية مشهودة في عملية " عاصفة الحزم " وضمن الجهد الدولي للتصدي لخطر تنظيم " داعش " الارهابي في العراق وسوريا .. تاتي ترجمة لمبادئ سياساتنا الخارجية القائمة على ضمان الامن والاستقرار في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وهي مبادئ مستمدة من مواثيق الامم المتحدة واحكام القانون الدولي والجامعة العربية.

واعرب سموه في كلمة وجهها عبر مجلة " درع الوطن " بمناسبة الذكرى ال39 لتوحيد القوات المسلحة .. عن فخره واعتزازه بهذا الدور وما اثمره من نتائج استراتيجية مهمة تمثل اضافة نوعية وتاريخية الى سجل اداء قواتنا المسلحة من ناحية وتعد ركيزة لمرحلة مقبلة في النظام الاقليمي بما وفرته من معطيات وحقائق استراتيجية جديدة على ارض الواقع من ناحية اخرى.

واضاف سموه " ان دولة الامارات لا تطلب دورا سياسيا او موقعا او مركزا .. ولكنها تطمح الى المساهمة في استعادة التوازن للمنطقة العربية عبر بوابة الامن والاستقرار..واننا في دولة الامارات نسعى الى بناء قوات مسلحة للمستقبل قادرة على مواجهـة التحـديات وردع اي جهة تحـاول المساس بامن دولتنا وشعبها ".

وقال سموه.." ننتهز هذه الفرصة لنوجه الى المشاركين في هذا الواجب الوطني تحية تقدير واجلال لدورهم البطولي المشرف في حماية وطننا والدفاع عن الشعوب الشقيقة وارساء قيم العدل والحق ".

واشار سموه الى ان ذكرى توحيد القوات المسلحة تحل و نحن نشهد خطوات نوعية جديدة على درب تعزيز ركائز الوطنية والمواطنة وتمتين اسس استراتيجية التمكين وثوابتها حيث صارت الخدمة الوطنية واقعا ملموسا نراه في مسارعة ابناء الوطن ذكورا واناثا .. الى تلبية النداء لتادية الواجب الوطني ايمانا منهم بتحمل المسوولية وبروح الانتماء الى هذه الارض الطيبة و يكسبهم كثيرا من الخبرات العملية .. مضيفا انه يوهلهم كي يكونوا رافدا مهما وشريانا حيويا يمد قواتنا المسلحة بما تحتاج اليه من قدرات بشرية شابة على استعداد لان تبذل الجهد وتضحي بالغالـي والنفيس من اجـل حماية هذا الوطن والحفاظ على مكتسباته التنموية.

وفيما يلي نص كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان بمناسبة الذكرى التاسعة والثلاثين لتوحيد القوات المسلحة..

الاخوة والابناء حماة الوطن .. وحراسه ..

تحية تقدير واعزاز ارسلها اليكم في هذا اليوم الخالد الذي نحتفل فيه بالذكرى التاسعة والثلاثين لتوحيد قواتنا المسلحة..تلك الذكرى التي تحظى بمكانة عزيزة لدى كل مواطن يعيش على تراب هذا الوطن الغالي و ينعم بامنه واستقراره.

وبهذه المناسبة الغالية يسعدني ان اتقدم بالتهنئة الى سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان رئيس الدولة القائد الاعلى للقوات المسلحة " حفظه الله " والى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي " رعاه الله " واخوانهما اعضاء المجلس الاعلى حكام الامارات والى جميع ابناء هذا الوطن العزيز الغالي.

كما اتوجه بهذه المناسبة التاريخية المهمة الى كل فرد من ابناء قواتنا المسلحة الباسلة .. لاهنئ بذلكم واخلاصكم وعطائكم واشيد بشموخكم و نخوتكم و ايثاركم .. واقول لكم ان الامارات تفخر بكم و تقدر صنيعكم وتزهو بشجاعتكم واقدامكم.

ففي مثل هذا اليوم السادس من مايو عام 1976 .. اتخذ المجلس الاعلى للاتحاد برئاسة المغفور له باذن الله تعالى الوالد الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان " طيب الله ثراه " .. خطوة تاريخية عندما قرر توحيد قواتنا المسلحة سعيا الى دعم الكيان الاتحادي وتوحيد اركانه وتعزيز امنه واستقراره وتقدمه وايمانا بالمسوولية التي تستوجب تكريس روح الاتحاد وتحقيق الاندماج الكامل لموسسات الدولة وتحقيقــا لتطلعات المواطنين الى دمج القوات المسلحة تحت علم واحد وقيادة واحدة لتكون السياج القوي الذي يحمي الوطن ويذود عن بره وبحره وسمائه.

واليوم ونحن نحتفل بالذكرى التاسعة والثلاثين لتوحيد قواتنا المسلحة .. تشارك قواتنا المسلحة في عملية " اعادة الامل " ضمن تحالف الدفاع عن الشرعية الدستورية في اليمن الشقيق بعد ان شاركت بفاعلية عملياتية متميزة وكفاءة قتالية مشهودة في عملية " عاصفة الحزم " .. كما تشارك ضمن الجهد الدولي الذي يستهدف التصدي لخطر تنظيم " داعش " الارهابي في العراق وسوريا حيث نشعر بالفخر والاعتزاز للاداء المتميز لطيارينا وقواتنا في هاتين المهمتين الوطنيتين حيث كانوا على قدر التطلعات والمسووليات الملقاة على كاهلهم وحققوا الاهداف الاستراتيجية المتوخاة وكانوا - وسيظلون ان شاء الله - درعا واقية لدرء المخاطر وسدا منيعا ضد الموامرات والمطامع.

واننا اذ نشعر بالفخر والاعتزاز بهذا الدور و ما اثمره من نتائج استراتيجية مهمة تمثل اضافة نوعية وتاريخية الى سجل اداء قواتنا المسلحة من ناحية وتعد ركيزة لمرحلة مقبلة في النظام الاقليمي بما وفرته من معطيات وحقائق استراتيجية جديدة على ارض الواقع من ناحية اخرى .. فاننا ننتهز هذه الفرصة لنوجه الى المشاركين في هذا الواجب الوطني تحية تقدير واجلال لدورهم البطولي المشرف في حماية وطننا والدفاع عن الشعوب الشقيقة وارساء قيم العدل والحق.

ونذكر بان هذه المشاركات هي ترجمة لمبادئ سياساتنا الخارجية القائمة على ضمان الامن والاستقرار في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وهي مبادئ مستمدة من مواثيق الامم المتحدة واحكام القانون الدولي والجامعة العربية.

وترتيبا على التحديات الاستراتيجية والامنية البالغة الخطورة التي تمر بها منطقة الشرق الاوسط و تهدد العديد من الدول العربية بل تطول تماسكها ووجودها ووحدتها الترابية وسيادتها على اراضيها .. فاننا نستشعر مسوولية قومية بالغة لدولة الامارات العربية المتحدة وقواتها المسلحة تجاه هذه الظروف والمعطيات القائمة وما يتعلق منها بامن الاشقاء العرب .. ونرى ان تقديم الدعم والعون على صعيد حفظ امن الشعوب العربية واستقرارها يمثل ترجمة لنهج ثابت وراسخ لدينا فدولة الامارات العربية المتحدة بقيادة سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان رئيس الدولة " حفظه الله " ستبقى دائما سندا للاشقاء ولن تبخل باي دعم يسهم في بسط الامن والاستقرار ومساعدة الشعوب العربية على تجاوز ما تمر به من محن وما تتعرض له من موامرات وتدخلات خارجية .. تسببت بتدمير مقدرات هذه الشعوب و نشر الفوضى والاضطراب في ارجاء الكثير من الدول العربية..ايمانا منا بوحدة المصير العربي و تحقيقا للغايات والمبادئ التي تاسست عليها دولة الامارات العربية المتحدة.

ان دولة الامارات العربية المتحدة وفي ظل سعيها ودعمها للدول الشقيقة لا تطلب دورا سياسيا او موقعا او مركزا ولكنها تطمح الى المساهمة في استعادة التوازن للمنطقة العربية عبر بوابة الامن والاستقرار.. فما يجري في عالمنا العربي من عنف وفوضى وتخريب سعره باهض على شعوب المنطقة وتنميتها وعلينا دعم استقرار منطقتنا وحفظ امنها واعادة عافيتها.

وتحل ذكرى توحيد قواتنا المسلحة ايضا و نحن نشهد خطوات نوعية جديدة على درب تعزيز ركائز الوطنية والمواطنة و تمتين اسس استراتيجية التمكين وثوابتها حيث صارت الخدمة الوطنية واقعا ملموسا نراه في مسارعة ابناء الوطن ذكورا واناثا..الى تلبية النداء لتادية الواجب الوطني ايمانا منهم بتحمل المسوولية وبروح الانتماء الى هذه الارض الطيبة ويكسبهم كثيرا من الخبرات العملية وهو ما يوهلهم كي يكونوا رافدا مهما وشريانا حيويا يمد قواتنا المسلحة بما تحتاج اليه من قدرات بشرية شابة على استعداد لان تبذل الجهد وتضحي بالغالـي والنفيس من اجـل حماية هذا الوطن والحفاظ على مكتسباته التنموية.

لقد اثبت ابناونا انهم على اتم الاستعداد لاداء الواجب الوطني فلم يترددوا لحظة واحدة في الانضمام الى الخدمة الوطنية التي هي واجب على كل مواطن ان يوديه و حق عليه ان يوفيه ولاء وانتماء الى القيادة والوطن.

ولقد ضرب شبابنا اروع الامثلة في تاكيد جاهزيتهم وتسابقهم الى اداء هذا الواجب الوطني، والوفاء بهذا الحق حيث ابوا بكل همة الا ان يبرهنوا على وطنيتهم وولائهم وانتمائهم الى بلدهم وارضهم حتى راينا معسكرات الخدمة الوطنية تفيض بشباب الوطن وكلهم عزيمة لا تلين واصرار لا ينازعه الفتور على ان يرفعوا راية دولة الامارات العربية المتحدة عالية خفاقة.

الاخوة والاخوات منتسبي قواتنا المسلحة..

انكم تودون دورا مهما في تقدم دولة الامارات العربية المتحدة و تحقيق نهضتها ورفعتها عبر الدفاع عن انجازاتها ومكتسباتها و حماية امنها واستقرارها وردع كل من تسول له نفسه ان يفكر فيها بسوء وتوفير البيئة الامنة الهادئة الصالحة للعمل والفكر والابداع .. خاصة في هذه المرحلة التي نواجه فيها تحديات امنية ضخمة تنبع من تصاعد ظاهرة الارهاب وجماعات التطرف والعنف، التي باتت توجد في بعض الدول و تحاول التسلل الى بعضها الاخر لفرض مفاهيمها المنغلقة وافكارها المتشددة.

وانطلاقا من روية دولة الامارات العربية المتحدة وقيادتها الرشيدة الساعية الى تحقيق الامن والاستقرار في المنطقة وضمان تطلعات الشعوب الى العيش الامن والمساعدة على احلال السلام ومواجهة الكوارث الانسانية.. فقد شاركت قواتنا المسلحة في مهام خارجية عديدة تضمنت المشاركة في قوات حفظ السلام في مناطق الازمات الدولية واداء مهام انسانية في الدول التي تتعرض لكوارث طبيعية خلال فترات مضت وها هي تشارك الان بفاعلية قتالية تبعث على الفخر والاعتزاز بقدرات مواطنينا في القوات المسلحة في مهام اخرى تستهدف مكافحة جماعات الارهاب وتنظيماته والدفاع عن الشرعية الدستورية القائمة في بعض الدول العربية .. الامر الذي يعكس احد اهداف سياستنا الخارجية ويتمثل في الدفاع عن الامن والاستقرار ووحدة الدول وسيادتها وحق الشعوب في الحياة الامنة الكريمة و ضمان ابسط حقوقها الانسانية التي انتهكت على ايدي تنظيمات وميليشيات العنف وسفك الدماء.

ونجحت دولة الامارات العربية المتحدة بالفعل في اداء دور فعال في مكافحة ظاهرة الارهاب وجماعات العنف والتطرف سواء كان ذلك على المستوى الداخلي او على المستوى الخارجي .. فقد بلورت الدولة استراتيجية شاملة لمواجهة هذه الظاهرة تقوم على التصدي للتنظيمات المتطرفة والاعمال الارهابية باشكالها وانواعها كافة وتعزيز المجابهة الفكرية والثقافية عبر تدعيم قيم الوسطية والتعايش والتسامح والانفتاح والحوار بين الثقافات والاديان والحضارات وطرح مبادرات عالمية مهمة من اجل القضاء على قوى التطرف والتعصب وتقديم الدعم اللازم للتصدي لها وذلك كله في اطار التعاون والتنسـيق مع المجتمع الدولـي؛ لتحقيق السلم والامن والاستقرار اقليميا ودوليا.

كما تودي قواتنا المسلحة دورا رئيسيا في هذه الاستراتيجية من خلال الدعم والمساعدات التي تقدمها الى الدول والاطراف التي تعمل على مواجهة ظاهرة الارهاب وجماعات العنف والتطرف.

الاخوة والاخوات الضباط وضباط الصف والجنود..

انكم من خلال دوركم في حماية الوطن والدفاع عن ترابه ووحدة اراضيه تسهمون في مسيرة دولة الامارات العربية المتحدة نحو تحقيق التنمية المستدامة..فانتم الدرع التي تحمي هذه المسيرة وتدافع عن مكتسباتها ومنجزاتها وتتصدى لكل من يفكر في النيل منها..كما ان خطط التحديث المستمرة التي تنفذها قواتنا المسلحة تسهم في دفع هذه المسيرة ايضا اذ تساعد هذه الخطط على تشجيع الصناعات الدفاعية الوطنية من اجل تصنيع احدث المنظومات التسليحية وافضل المعدات القتالية التي تواكب اخر ما توصلت اليه التكنولوجيا في العالم.

وفي هذا المجال اوكد ان دولة الامارات العربية المتحدة تمضي بخطى واثقة في مجال الصناعات الدفاعية..فقد نجحت في تثبيت دعائم صناعتها الوطنية المتطورة في هذا المجال على الخريطة العالمية وفي اكسابها قدرات تنافسية متنامية مع كبرى شركات التصنيع الدفاعي في العالم.

وقد شهدت المنتجات الصناعية الوطنية تطورا مشهودا اثار اهتمام العالم واعجابه خاصة في ظل ما حققته من تقدم كبير؛ اهلها لان تضاهي مثيلاتها في كثير من الدول العريقة المصنعة للسلاح، وان تكتسب شهرة دولية، وثقة عالمية متنامية وقدرة تنافسية عالية..استطاعت من خلالها اقتحام الاسواق العالمية اضافة الى فتح العديد من الاسواق الجديدة في مختلف دول العالم ايضا.

ان تطوير الصناعات الدفاعية يسهم من دون شك في تحقيق التنمية المستدامة من خلال بناء قاعدة صناعية متنامية ترفد الاقتصاد الوطني بكثير من فرص التنويع في مجالات الدخل عبر تصدير منتجات هذه الصناعات الى اسواق عربية وخليجية وعالمية واتاحة الفرصة لدخول المواطنين الى ميادين هذه الصناعات الدقيقة ما يمنحهم القدرة على الابتكار واستيعاب التكنولوجيا ومن ثم انتاج المعرفة باتجاه الاعتماد على اقتصاد المعرفة..فضلا عما يمثله انتاج هذه الصناعات من اهمية فيما يتعلق باستقلالية القرار السياسي والتخطيط الاستراتيجي للدول.

اخوتي واخواتي .. لقد نجح اتحادنا في ان يضع دولتنا في مصاف الدول القوية، وعندما نتكلم عن القوة..فاننا نقصد القوة بمفهومها الشامل الذي لا يقتصر على القوة العسكرية فقط وانما يتضمن القوى الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والابداعية ايضا، فضلا عن قوة النموذج الملهم في التجربة التنموية لدولتنا؛ فالقوة امر اساسي لا بد للدول والامم التي تسعى الى التقدم من امتلاكه وهي تحمي مسيرة التنمية والازدهار.

وقد قطعت دولة الامارات العربية المتحدة شوطا كبيرا في تحقيق القوة بهذا المفهوم الشامل فعلى المستوى السياسي تعد من القوى الفاعلة والموثرة سواء على مستوى المنطقة او الاقليم او العالم.

وعلى المستوى الاقتصادي تملك الدولة اقتصادا قويا يمكنها من مواجهة الصدمات والازمات الاقتصادية، ويساعدها على تحقيق نهضتها التنموية.

وعلى المستوى الاجتماعي تمكنت من ايجاد مجتمع متماسك يسوده الولاء والانتماء الى بلاده واتحادها.

وعلى المستوى الثقافي اصبحت الدولة وجهة للمثقفين والمفكرين بمهرجاناتها وموتمراتها الفكرية والادبية والبحثية والفنية.

وعلى المستوى العسكري .. فاننا نملك جيشا قويا حديثا قادرا على حماية الوطن والذود عن اراضيه كما نملك نموذجا تنمويا ملهما للدول الساعية الى الحداثة وتوظيف مواردها المادية والبشرية بالشكل الامثل.

وانطلاقا من ايماننا بان القوة العسكرية تعد عنصرا رئيسيا من عناصر القوة الشاملة وانها الدرع التي تحمي منجزاتنا ومكتسباتنا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ومسيرتنا التنموية الرائدة؛ فاننا نسعى الى بناء قوات مسلحة للمستقبل قادرة على مواجهـة التحـديات وردع اي جهة تحـاول المساس بامن دولتنا وشعبها.

وترتكز جهود تحديث قواتنا المسلحة على روية استراتيجية شاملة تاخذ في اعتبارها المتغيرات الاقليمية والدولية وتقوم على ثلاثة عناصر رئيسية ..

العنصر الاول هو الكوادر البشرية المواطنة الموهلة و هو العامل الاهم في استراتيجية تطوير قواتنا المسلحة فمن دون كادر بشري مدرب وقادر على استخدام السلاح بكفاء..لن تكون لاي معدة عسكرية اهمية و تبذل دولة الامارات العربية المتحدة كل ما لديها من جهد من اجل اعداد عناصر بشرية موهلة لتحمل مسوولياتها بكفاءة واقتدار وذلك من خلال توفير افضل برامج التدريب العسكري واحدثها للقوات المسلحة ودعم الكليات والمعاهد العسكرية وتزويدها بالامكانات والعلوم العسكرية كافة التي تسمح بان يتلقى الطالب العسكري مختلف العلوم العسكرية الضرورية التي توهله لان يكون قادرا على استيعاب ما يوكل اليه مستقبلا من مهام..ولا شك في ان تطبيق الخدمة الوطنية يسهم في رفد قواتنا المسلحة بطاقات جديدة شابة قادرة على تحمل المسوولية.

والعنصر الثاني هو تجهيز قواتنا المسلحة باحـدث الانظمـة والمعدات العسكرية ومواكبة التقدم الحاصل في برامج التسلح. وتبذل دولة الامارات العربية المتحدة جهدها من اجل الحصول على احدث الاسلحة واكثرها تقدما وتقنية سواء من السوق الخارجي او من شركاتنا الدفاعية.

اما العنصر الثالث فهو الابتكار والتجديد في اساليب التسلح والتدريب فالابتكار عنصر اساسي يسمح بالتطلع الى الاحدث والافضل دائما ومن دون التجديد يظل المرء او الموسسة في مكانه من دون ان يحقق اي تقدم ويحتاج الابتكار والتجديد في قواتنا المسلحة الى قاعدة علمية تكنولوجية تعمل على تطوير منظومات التسلح والمعدات العسكرية وترفع من مستوى التدريب واساليبه.

كما ان التدريبات العسكرية المشتركة التي تجريها قواتنا المسلحة مع قوات الدول الشقيقة والصديقة تعد هي الاخرى عنصر دعم اضافيا لخبرات قواتنا وكفاءتها العملياتية وجاهزيتها القتالية.

وفي الختام نوكد ان سعينا الى تطوير قواتنا المسلحة وتقويتها انما يستهدف بالدرجة الاولى الدفاع عن وطننا وعن وحدة اراضيه وعن مسيرتنا الاتحادية ضد اي معتد او خطر او تهديد خارجي..كما يستهدف الدفاع عن مكتسبات تجربتنا التنموية وحقنا في التقدم والتطور وحماية منجزاتنا والوقوف ضد كل من يفكر في المساس بها والتعاون مع المجتمع الدولي على ايجاد عالم امن مستقر يسوده الامن والسلام والاستقرار.

كما نوكد ان طبيعة التحديات والاخطار والتهديدات الاستراتيجية في المرحلة التاريخية الراهنة تتطلب من قواتنا المسلحة البقاء على درجة عالية من اليقظة والجاهزية والاستعداد الدائم للدفاع عن المكتسبات الوطنية والقومية وحمايتها وردع كل من يضمر الشر لدولتنا الحبيبة والاشقاء في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والمنطقة العربية ودولها وشعوبها والتصدي لفكر الارهاب وتنظيماته كافة اينما كانت وحل خطرها في دولنا ومنطقتنا العربية وكذلك مواجهة اي مخططات تامرية تسعى الى تحقيق مارب واطماع توسعية على حساب الدول العربية ومقدرات شعوبها التاريخية والدينية وثرواتها الوطنية.

ونشدد على ان التطورات الاقليمية الراهنة وما افرزته من واقع استراتيجي متغير يموج بتحديات جسام تفرض على قواتنا المسلحة المبادرة الى تعزيز قدراتها العملياتية والتسليحية والتدريبية والخططية ودعم جاهزية قدراتنا البشرية المواطنة التي تثبت يوما بعد اخر عمق ولائها للقيادة الحكيمة وانتمائها الى الوطن الغالي وبالقدر نفسه توكد كفاءتها القتالية وتميزها النوعي من خلال تنفيذ ما يسند اليها من مهام وطنية باخلاص وتفان.

كل عام وبيتنا متوحد ووطننا الغالي ينعم بالامن والاستقرار والرخاء وقواتنا المسلحة في تطور وتقدم.


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية