جربة التونسية تخشى موسما صيفيا كارثيا


(MENAFN- Alghad Newspaper) رغم دفء الطقس، بقيت الكراسي التي اعتاد السياح التشمس عليها قرب مسبح فندق من فئة 4 نجوم في جزيرة جربة السياحية جنوب شرق تونس، فارغة.

ويخشى مهنيو السياحة في تونس من موسم صيف "كارثي" إثر مقتل 21 سائحا أجنبيا في هجوم دموي استهدف في 18 آذار (مارس) الماضي متحف باردو الشهير وسط العاصمة تونس، وتبناه تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف.

وقال مدير الفندق عادل تراس في نبرة لا تخلو من تشاؤم "انتهى الأمر بالنسبة لهذه السنة".

وعادة، يكون الفندق الذي يعد 170 غرفة مزدحما بالسياح الإيطاليين في فصلي الربيع والصيف.

ومع بداية العام كانت الأمور تبشر بموسم "مثالي"، بحسب عادل تراس الذي اختار 25 موظفا جديدا.

وقبل الهجوم على متحف باردو، حجزت وكالة سفر ايطالية كل غرف الفندق للفترة بين مطلع أيار (مايو) الماضي وحتى نهاية تشرين الأول (اكتوبر) المقبل مقابل 1.4 مليون يورو.

لكن الوكالة ألغت الحجز بعد الهجوم الذي صدم مهنيي السياحة التونسية.

و"كانت تداعيات الهجوم ثقيلة جدا"، بحسب عادل تراس.

والسياحة تعد أحد أعمدة الاقتصاد التونسي؛ إذ تشغل 400 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر وتسهم بنسبة 7 بالمائة في الناتج المحلي الإجمالي.

وتأثرت سياحة تونس بحالة عدم الاستقرار الأمني والسياسي التي شهدتها البلاد بعد الإطاحة مطلع 2011 بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وبتصاعد عنف مجموعات جهادية مسلحة خططت وفق السلطات، لتحويل تونس إلى "أول إمارة إسلامية في شمال أفريقيا" بعد سقوط نظام بن علي.

وفي جزيرة جربة وحدها، أغلق خلال السنوات الأربع الأخيرة ثلاثون فندقا، حسب ما أفاد فرحات بن تنفوس أمين عام نقابة أصحاب الفنادق في الجنوب الشرقي التونسي.

وقال بن تنفوس "كانت السنوات الأربع الأخيرة مضطربة جدا. كان لدينا وزراء سياحة كثيرون وحكومات كثيرة، يعني كثيرا من عدم الاستقرار السياسي وهذا منع العمل على المدى الطويل"، ثم جاء هجوم باردو "ليفاقم من الأوضاع".
وخلال الموسم الصيفي، تحقق سياحة تونس ما بين 60 و70 من رقم أعمالها السنوي لأنها سياحة شاطئية بالأساس.

وقال جلال الهنشيري رئيس نقابة أصحاب الفنادق في الجنوب الشرقي التونسي "إن الموسم السياحي الصيفي الحالي يبدو سيئا. ونأمل ألا يكون كارثيا".

ويأمل فرحات بن تنفوس أن تقتصر الخسائر المالية للسياحة التونسية في 2015 على تراجع بنسبة 5 بالمائة في العائدات مقارنة بسنة 2014 رغم أن عائدات العام الماضي كانت دون تطلعات المهنيين.

وقال "أعتقد أنه يجب ألا نتحدث عن هذا العام والعام 2016 بل عن استراتيجية لتجاوز الأزمة".

وفي الربع الأول من 2015، وقبل حصول الهجوم على متحف باردو، لم تكن هناك مؤشرات على موسم سياحي واعد في تونس؛ إذ تراجعت العائدات السياحية بنحو 7 بالمائة وعدد الليالي المشغولة بنسبة 10.7 بالمائة وعدد الواصلين إلى الحدود بنسبة 14.2 بالمائة، مقارنة بالفترة ذاتها من 2014، بحسب إحصائيات وزارة السياحة.

وخلال السنوات الأخيرة، برزت مشكلة جديدة أثرت، بحسب خبراء، على صورة الوجهة السياحية التونسية وهي تراكم القمامة في مناطق سياحية رئيسية مثل جزيرة جربة التي تعاني من غياب نظام مناسب للتصرف في النفايات.
وقال فرحات بن تنفوس إنه تم بذل جهود لحل هذه المشكلة في جزيرة جربة، وتعزيز الإجراءات الأمنية استعدادا للموسم الصيفي.
لكن التجار في أسواق جربة، يشكون في أن تكون هذه التدابير كافية لجذب السياح.
وقال ياسين بن عثمان وهو حرفي جلود "السياح القليلون في جربة خائفون بعد ما حصل في باردو؛ إذ يفضلون عدم مغادرة الفندق. منذ 2011 لم تكن أي سنة أفضل من سابقتها، لكن هذه السنة هي الأسوأ".
وأفادت السائحة الأسترالية ريناتا باير "القول بأني أخاف من التواجد هنا مبالغ فيه (...) لكني غير حرة في تنقلاتي لأني تفاديت ولأسباب تتعلق بالسلامة تأجير سيارة وفضلت أن أكون مصحوبة بأصدقاء".
ولم تعرف بعد نتائج حملة ترويج للسياحة التونسية خصوصا على شبكات التواصل الاجتماعي، أطلقتها السلطات لتشجيع السياح على العودة إلى تونس.
وقال بائع الملابس التقليدية إبراهيم زغ


Legal Disclaimer:
MENAFN provides the information “as is” without warranty of any kind. We do not accept any responsibility or liability for the accuracy, content, images, videos, licenses, completeness, legality, or reliability of the information contained in this article. If you have any complaints or copyright issues related to this article, kindly contact the provider above.