التغير المناخي يهدد مصير ثلاث أمم


(MENAFN- Alghad Newspaper) جفاف وعواصف وفساد المحاصيل الزراعية وحروب، من الصحارى الافريقية وصولا الى ادغال اميركا الجنوبية، أخبار تتناقل عبر وسائل الاعلام ولا تبشر بالخبر عما سيحل بكوكب الأرض.

ففي قمة ليما المناخية التي عقدت الأسبوع الماضي اجتمع ما يصل الى 200 من البيروقراطيين والقاد العالميين لمساومات حول معاهدة تغير المناخ التي يرجح توقيعها في ديسمبر المقبل في باريس، في حين تجمع نشطاء من ثلاث مناطق مختلفة من العالم والتي تعتبر الأكثر تأثرا بالتغير المناخي للضغط على قادة العالم بتحمل مسؤولياتهم تجاه العالم.

وبحسب ما نشره موقع غلوبال بوست، لشهادات وتصريحات ناشطين في مجال البيئة من عدة مناطق مختلفة حول العالم، ومنهم التونسي صادق العمري من مرصد الساحل، الذي صرح أن هناك 240 مليون شخص يعيشون في 22 بلدا على الساحل وهي المنطقة المحيطة بالصحراء الكبرى معرضون للخطر بشكل كبير جراء تغير المناخ الصحراوي الذي تتوسع رقعته كل سنة.

ويقول "المخاوف تزداد من انتشار الجفاف والصراع المسلح، فيما التوقعات لا تبشر بالخير للموسم المطري التي تغطي الاعوام 2025 وحتى 2030، في الوقت الذي تشهد فيه مصادر المياه الجوفية استنزافا".

تونس وليبيا والجزائر تتقاسم العديد من المصادر الجوفية وهذا كفيل بتعزيز المخاوف من الصراع المسلح، لذا من الضروري التعاون لايجاد خطة محكمة لضمان استدامة المياه الجوفية وضمان استخدامها بشكل عادل، وهذا الامر ينطبق على اثيوبيا والسودان وكينيا.

ومن هنا تعد هذه القمة الأممية للمناخ التي ستعقد في باريس العام المقبل، الفرصة الاخيرة وتعزز الحاجة لالتزامات قوية من الدول المتقدمة للحد من انبعاثاتها، وفي نفس الوقت تعتمد الدول الساحلية على الاموال التي تقدمها الأمم المتحدة للتغير المناخي والتي تساعدهم على التكيف مع تغيرات المناخ.

وعلى الجهة الاخرى من العالم وتحديدا في اليابان، يلفت المصور الياباني شوويتشي اندو الذي يعيش في توفالو وهي جزيرة صغيرة في المحيط الهادئ إلى ارتفاع درجات الحرارة الى مستوى اكبر من العصر الصناعي والتي تتجه لارتفاع كارثي هو درجتين.

وبحسب اندو الناشط في المجال البيئي، فإن ارتفاع درجات الحرارة بمعدل درجة ونصف او درجتين يعد كبيرا على المنطقة التي يعيش فيها، حيث ان توفالو قد تختفي بغضون 15 عاما فيما العديد من السكان المحليين غادروها بالفعل.

وتقع توفالو على ارتفاع مترين عن سطح البحر، فكل عاصفة اوموجات كبيرة يعد خطرا كبيرا، ويغرق المحاصيل من جوز الهند والموز وشجر الخبز والقلقاس.

وفي الوقت الذي يعيش في توفالو نحو 10.000 نسمة حيث غادرها العديد متوجهين الى فيجي، نيوزلاندا اواستراليا، فيما من لم يغادر بعد يعد نفسه للمغادرة قريبا، جراء هذه الاوضاع الصعبة. ومن هنا يعتبر اندو ان هناك حاجة مساة لقرار أممي فيما يتعلق بالتغير المناخي لإبطاء أثره، واجتماع باريس المقبل يصعب هذه العملية نظرا للاختلافات بين العديد من الأطراف.

أما الناشطة ماريا لوبيز وهي زعيمة من السكان الاصليين ليانيشت في منطقة الامازون البيروفية، فتلفت الى آثار التغير المناخي التي تتسارع في مناطق الغابات، وتقول أن الحرارة باتت اقوى مما كانت عليه فيما تغير وقت وطول الفصول الأربعة.

فالأمطار لم تعد بنفس الكثافة السابقة، وبات هناك جفاف فيما المحاصيل لا تنمو، وتزداد سخونة في البيرو، وتوقفت زراعة البن والكاكاو، ويتم الاعتماد على محاصيل مثل المانغا والموز، فضلا عن انتشار ممارسات قطع الاشجار، ولأن بعض السكان الاصليين لا يملكون سندات ملكية لأراضيهم فإنهم لا يستطيعون إيقاف هذه الممارسات.


Legal Disclaimer:
MENAFN provides the information “as is” without warranty of any kind. We do not accept any responsibility or liability for the accuracy, content, images, videos, licenses, completeness, legality, or reliability of the information contained in this article. If you have any complaints or copyright issues related to this article, kindly contact the provider above.